responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة فقه القلوب المؤلف : التويجري، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 342
القابض والباسط
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: القابض والباسط.
قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)} [البقرة: 245].
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: غلا السعر على عهد رسول الله فقالوا: يا رسول الله لو سعرت، فقال: «إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّي لأََرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ» أخرجه أبو داود والترمذي [1].
الله تبارك وتعالى هو القابض الباسط، الذي يوسع على من يشاء، ويقتر على من يشاء، يقبض ويبسط على حسب ما يراه ويعلمه من المصلحة لعباده، يبسطه بجوده، ويقبضه بعدله، وهو الحكيم العليم.
وهو سبحانه القابض، الذي يطوي بره ومعروفه عمن يريد، الباسط الذي ينشر فضله على من يشاء من عباده، يرزق ويوسع، ويجود ويتفضل، يفعل ذلك بعباده بحسب علمه وحكمته: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)} ... [الشورى: 27].
والقابض والباسط من الأسماء الكريمة المتقابلة، لا يفرد أحدهما عن قرينه، ولا يثنى على الله بواحد منها إلا مقروناً بمقابله، لأن تمام القدرة والكمال المطلق لله عزَّ وجلَّ لا يحصل إلا بمجموعها، ومثلها المقدم والمؤخر، والمعطي والمانع ونحوهما.
والله عزَّ وجلَّ هو القابض الباسط، الذي بيده كل شيء، فينبغي لمن امتن الله عليه ببسطة في المال أو العلم، أو الجسم أو الجاه، أن يتفضل على عباد الله تعالى كما تفضل الله عليه وأحسن، فإن هذا من شكر النعم.
ومن ضيق الله عليه في شيء من ذلك، فليلجأ إلى الله القابض الباسط، الذي

[1] صحيح: أخرجه أبو د اود برقم (3451)، صحيح سنن أبي داود رقم (2945).
وأخرجه الترمذي برقم (1314)، صحيح سنن الترمذي رقم (1059).
اسم الکتاب : موسوعة فقه القلوب المؤلف : التويجري، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست