فالجواب أن هذا الخبر لا يثبت لوجهين:
الأول: أن بِشرًا قد اختلف في سماعه من أبيه، فقد جزم أبو زرعة الرازي بأن سماعه من أبيه إنما كان إجازة [1].
الثاني: أن بشرا تفرد بالجمع بين هذين اللفظين في دعاء الاستفتاح فقد خالفه من هو أوثق منه وهو شريح بن يزيد الحضرمي فرواه عن شعيب بن أبي حمزة دون الاستفتاح الأول مقتصرا على قوله: «وجهت وجهي ...» رواه هكذا [1] أنظر الجرح: والتعديل 1/ ق1/ 359، تهذيب التهذيب 1/ 451.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 318) معلقًا: سمعت من شعيب وقد احتضر يقول: من أراد أن يسمع هذه الكتب فليسمعها من ابني، فإنه قد سمعها مني. أنظر: تهذيب التهذيب (1/ 452) قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (1/ق1/ 359) ذكر لي أن أحمد بن حنبل سأله سمعت من أبيك شيئا؟ قال: لا. قال: فقرئ عليه وأنت حاضر؟ قال: لا. قال: فقرأت عليه؟ قال: لا.
قال: فأجاز لك؟ قال: نعم. وكتب عنه على معنى الاعتبار ولم يحدث عنه.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 318) معقبًا بعد أن أورد خبر أبي حاتم: فهذه القصة عنه هكذا ليست بصحيحة، فإن أبا حاتم رواها بلا سماع من أحمد، بل قال: ذكر لي أن أحمد سأله. وقال ابن حار في تهذيب التهذيب (1/ 452): فهذا معارض لحكاية أبي حاتم المنقطعة. ومما يؤيده أن أبا حاتم قال في تلك الحكاية أن أحمد لم يحدث عن بشر وليس الأمر كذلك بل حديثه عنه في المسند.