كأبي لهب.
قال شيخ الإسلام في مجموع فتاويه: [1] كمن يزعم أن أبا لهب كلف بأن يؤمن بأنه لا يؤمن فهو مبطل في ذلك عند عامة أهل القبلة من جميع الطوائف. بل إذا قدر أنه أخبر بصلية النار المستلزم لموته على الكفر وأنه أسمع هذا الخطاب، ففي هذا الحال انقطع تكليفه، ولم ينفعه الإيمان حينئذ كإيمان من يؤمن بعد معاينة العذاب قال تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: 85].
وقال تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].
وقال: [2] فإنه من أخبر الله أنه لا يؤمن وأنه يصلى النار بعد دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له إلى الإيمان فقد حقت عليه كلمة العذاب: كالذي يعاين الملائكة وقت الموت لم يبق بعد هذا مخاطبًا من جهة الرسول. ا. هـ.
ثالثًا: أن يقولها قبل ذلك وهم أحوال:
1 - من يقولها تائبًا من جميع ذنوبه خالصًا من قلبه فهذا أسعد الناس بها.
2 - من يقولها خالصًا من قلبه غير مستحضر للتوبة من ذنوبه التي لا تخرجه من الملة فهي حسنة عظيمة، قد تربو على سيئاته فتزيلها، وقد تقصر عن ذلك فيحاسب عليها، وكل ذلك بحسب ما يقوم بقلب قائلها من الإخلاص. وفيه حديث البطاقة.
3 - من يقولها وله أعمال كفرية مقيم عليها كاستحلال ما [1] مجموع الفتاوى 3/ 321. [2] مجموع الفتاوى 8/ 302.