اسم الکتاب : نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 7
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في تفسيره لقول الله - عز وجل -: {اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ} [1]، فقال: ((أن يُطاع فلا يُعصَى، ويُذكر فلا يُنسَى، وأن يُشكر فلا يُكفر)) [2]، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ((وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات، ومعنى ذكره فلا يُنسى: ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته، وسكناته، وكلماته: فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها)) [3].
وذكر الإمام القرطبي رحمه الله: ((أن قول الله - عز وجل -: {اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ} بَيَّنه قوله تعالى: {فاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ} [4]، وأن المعنى: فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم، وبيّن أن هذا أصوب من القول بالنسخ؛ لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع، والجمع ممكن فهو أولى)) [5].
وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرّمات، كما قال أبو هريرة - رضي الله عنه - وسُئل عن التقوى؟ فقال: ((هل أخذت طريقاً ذا شوكٍ؟ قال: نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوكَ عدلتُ عنه، أو جاوزتُه، أو قصرتُ عنه، قال: ذاك التقوى، وأخذ هذا المعنى ابن المعتز، فقال:
خلِّ الذنوب صغيرَها ... وكبيرَها فهو التقى [1] سورة آل عمران، الآية: 102. [2] أخرجه الطبراني، في المعجم الكبير، 9/ 92، برقم 8502، والحاكم في المستدرك، 2/ 294، وابن جرير في جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 7/ 65، وذكر طرقاً كثيرة من رقم 7536 إلى رقم 7551. [3] جامع العلوم والحكم، 1/ 401. [4] سورة التغابن، الآية: 16. [5] انظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 4/ 166.
اسم الکتاب : نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 7