اسم الکتاب : نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 22
القول الرابع: مثل نور القرآن [1].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والصحيح أنه يعود على الله - عز وجل -، والمعنى: مثل نور الله - سبحانه وتعالى - في قلب عبده، وأعظم عباده نصيباً من هذا النور رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا مع تضمُّن عود الضمير إلى المذكور، وهو وجه الكلام، يتضمن التقادير الثلاثة، وهو أتمّ معنىً ولفظاً، وهذا النور يضاف إلى الله تعالى إذ هو معطيه لعبده، وواهبه إياه، ويُضاف إلى العبد إذ هو محله وقابله، فيضاف إلى الفاعل والقابل، ولهذا النور فاعل، وقابل، ومحل، وحامل، ومادة، وقد تضمَّنت الآية ذكر هذه الأمور كلها على وجه التفصيل: فالفاعل هو الله تعالى، مُفيض الأنوار، الهادي لنوره من يشاء، والقابل العبد المؤمن، والمحل قلبه، والحامل: همته، وعزيمته، وإرادته، والمادة: قوله وعمله)) [2].
وقوله - عز وجل -: {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} فيه أقوال النحو الآتي:
القول الأول: المشكاة: كلّ كُوَّةٍ لا منفذ لها، وهذا مثل ضربه الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، والمصباح قلبه، والزجاجة صدره.
القول الثاني: المشكاة: صدر المؤمن، والمصباح القرآن والإيمان، والزجاجة قلبه. [1] انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 19/ 178 - 179، وتفسير البغوي، 3/ 345، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 11/ 261، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 3/ 280. [2] اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 49 - 50.
اسم الکتاب : نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 22