responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 183
عن سؤال يتعلق بالله جلّ جلاله، مستحيل. مستحيل مثل استحالة دخول سباق ثلاثمئة كيل في الساعة بسيارة جعل المصنعُ الذي صنعها سرعتَها القصوى مئتَي كيل فقط.
* * *
والمعارف البشرية لها منبعان: منبع كَسْبيّ، وهو قاصر على عالم المادة. ومنبع عَينيّ، أي أنه آتٍ من خارج النفس وخارج العقل، من الوحي، وهو المنبع الوحيد لمعارفنا عن عالم الغيب (الميتافيزيك).
وفي القرآن، وهو المنبع العيني، جواب سؤال الأخ السائل. ولكنه يقول إن الذين يناظرونه لا يؤمنون به، وأنا أقول: لماذا لا نقنعهم أولاً بأن يؤمنوا به؟ كيف؟ أرجو أن يتكرم بقراءة كتابي «تعريف عام بدين الإسلام»، ثم يسألني بعد قراءته «كيف؟» إذا وجد بعد قراءته ما يدعو لهذا السؤال.
إن كل ما في الكون من كواكب ونجوم وحيوان ونبات يمشي على الطريق الذي رسمه الله، فلا الشمس تستطيع أن تقترب إصبعاً من الأرض أو تبتعد عنها، ولا الأرض تقدر أن تزيد سرعتها أو تنقص منها، ولا تملك ذرة الأكسجين أن تتحد مع أكثر من ذرتين من الهيدروجين، ولا يستطيع معدن أن يبدّل وزنه النوعي ... كل ما في الكون مسيَّر مجبَر، حتى الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون.
المخلوق الوحيد الذي أُعطي «اختياراً»، فهو يستطيع أن يطيع أو يعصي ويصلح أو يفسد، وكانت حياته هذه اختياراً بين

اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست