responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 169
حقوق الناس فلا بدّ من أن تُرجِع الحقوق لأصحابها أو يسامحوك بها، فلا يكفي أن تتوب منها وأنت لم ترجعها.
وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: المفلس (أي المفلس الحقيقي) من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار [1].
وهذا سيد الاستغفار: جاء في الحديث الصحيح أن من وفّى حقوقَ الناس وقاله من نهاره موقناً به فمات في هذا النهار كان من أهل الجنة ومن قاله من ليلته موقناً به فمات في هذه الليلة دخل الجنة، وهو: «اللهمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت، أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» [2].
* * *
يا أيها السامعون، لو أن الحكومة نشرت بياناً تقول فيه إنها تسامح كل مكلَّف بضريبة لم يؤدِّها بشرط أن يقدم طلباً بذلك،

[1] أخرجه مسلم والترمذي وأحمد (مجاهد).
[2] سماه النبي صلى الله عليه وسلم «سيد الاستغفار» في حديث شدّاد بن أوس الذي أخرجه البخاري وأحمد وأصحاب السنن (مجاهد).
اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست