responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 143
فإن فيها خطأ كثيراً. ولا تأخذ كلام المطوِّفين قضيةً مسلَّمة، فإن أكثرهم من غير العلماء. ولا تقبل من كل من يتكلم في العلم، فربما تكلم في العلم في زماننا وتصدّر للإفتاء من ليس بعالم ولا بطالب علم.
فإذا أعددتم المال الحلال وانتقيتم الرفيق الصالح، وتبتم من ذنوبكم وأدّيتم الحقوق التي عليكم، فأخْلُوا أذهانَكم من هموم العيش وخلّفوها وراءكم، وفرّغوا قلوبكم ما استطعتم لربكم، فإنكم تفكرون في الدنيا العمرَ كله ففكروا في الآخرة هذه الأيام فقط، وتعملون طولَ حياتكم لما لا ينفعكم بعد موتكم، فاعملوا هذه الأيام فقط لما يبقى لكم ويفيدكم يوم العرض على ربكم.
* * *
يا إخوتي الحجاج، إنكم تقومون للصلاة، تنظرون إلى مسير الشمس في النهار وتبحثون عن نجم القطب في الليل، وتضعون البوصلة أمامكم وتستحضرون موقع البلد في أذهانكم، لتعرفوا أين الكعبة فتجعلوها قبلتكم في صلاتكم، وبينكم وبينها الأبعاد والآماد وبينكم وبينها الصحارى والبحار والجبال والأنهار، لا يمنعكم بعدها ولا تصدّكم العوائق دونها عن أن تتوجهوا إليها بأجسادكم وقلوبكم، وأن تتصوروها على الغيبة وتحنّوا إليها على البعد، فها أنتم هؤلاء تمشون إليها كما يمشي المحبّ إلى لقاء المحبوب ودونه الحجب والأستار، فكلما جُزتم إليها بادية أو ركبتم بحراً رُفع لكم من دونها حجاب، وكلما دنوتم منها شبراً رُفع لكم ستر، حتى وصلتم إلى «المواقيت».

اسم الکتاب : نور وهداية المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست