responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 82
بخلاف ما بعد ذلك فإنه على الأيام يسلو) [1].
إن الذين عاشوا حياة الصبر ذاقوا لذتها وقطفوا ثمرتها وتركت تلك المواقف الصابرة أثرها في حياتهم، قال عمر - رضي الله عنه -: (وجدنا خير عيشنا بالصبر) [2]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «.. وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر» [3].
وقد وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبر بقوله: «والصبر ضياء» [4].
يقول النووي: (والمراد أن الصبر محمود، ولا يزال صاحبه مستضيئًا مهتديًا مستمرًّا على الصواب) [5].
وقد تعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخيرية التي تعم حياة الصابرين "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» [6]. وقال تعالى: {... وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ} [النحل: 126] وأهم ما في حياة الصبر من الخير أنها تميز الصف، وتكشف معادن الرجال {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31].
وقد يظن الناس أن الصبر ذلة لصاحبه مع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤكد أنه «.. ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله - عز وجل -

[1] عن فتح الباري 3/ 150 من شرح كتاب الجنائز - باب 31 - الحديث 1283.
[2] ذكره البخاري في ترجمة الباب 20 من كتاب الرقاق.
[3] صحيح البخاري - كتاب الزكاة - باب 50 - الحديث 1469.
[4] صحيح مسلم - كتاب الطهارة - باب 1 - الحديث 1/ 223 (شرح النووي 2/ 101).
[5] شرح النووي لصحيح مسلم 2/ 103 - 104.
[6] صحيح مسلم - الزهد والرقائق - باب 13 - الحديث 64/ 2999 (شرح النووي 9/ 335).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست