responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 65
{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}
إن صفة التوازن التي تميز بها ديننا تجعل المؤمن في بعض المواطن متواضعًا متسامحًا؛ يعفو ويصفح، وإذا ما غصب يغفر، وفي مواطن أخرى تجده أبيًّا حريصًا على مروءته، مطالبًا بحقه، مقتصًّا من ظالمه، منتصرًا من المسيء إليه، فمتى يكون الانتصار؟
يوضح ابن العربي جواب هذا التساؤل بقوله: (أن يكون الباغي معلنًا بالفجور، وقحًا في الجمهور، مؤذيًا للصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل).
ويصف الحالة المقتضية للعفو، فيقول: (أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة، ويسأل المغفرة، فالعفو هاهنا أفضل).
وأكد هذا المعنى إلكيا الطبري في أحكامه، ووافق ابن العربي في أن أفضلية الانتصار تُفهَم من قول إبراهيم النخعي عن السلف: (كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فتجترئ عليهم الفساق)، وخصص العفو فيما إذا كان الجاني نادمًا مُقلعًا.
وقد استحسن القرطبي هذا التفصيل وأقره، وحمل الغفران على غير المصر، وقال: (فأما المصر على البغي والظلم، فالأفضل الانتصار منه) [1].

[1] جميع النقول والأحكام السابقة من تفسير القرطبي 16/ 39، وقول النخعي استشهد به البخاري في ترجمة باب 6 من كتاب المظالم بلفظ: كانوا يكرهون أن يُستذلوا فإذا قدروا عفوا.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست