اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 530
العمر، كما جاء على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سرّه أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أَثَره، فليَصِلْ رحمه» [1].
هذا بالإضافة إلى أثرها الاجتماعي في التأليف والمحبة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلة القرابة مثراة في المال، محبة في الأهل، مَنْسَأة في الأجل» [2]، وكما يُعجِّل الله عقوبة العاق والقاطع، فإنه ليعجل المثوبة في الدنيا للبار الواصل، كما في الحديث: «وإن أعجل الطاعة ثوابًا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فَجَرة، فتَنْمُو أموالهم، ويكثُرُ عددهم، إذا تواصلوا» [3]، وهذا رغم فجورهم.
وقد يقابل الواصل بالجفاء، مما قد يغريه بالقطيعة، ولكن الله نصيره إذا ما داوم الصلة، جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا رسول الله، إن لي قرابة، أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، «فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت ذلك» [4].
وخير الوصل، والخالص لوجه الله، ما كان بالبر والإحسان إلى من يقابلك بالعداوة، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أفضل الصدقة، الصدقة على ذي الرحم الكاشح» [5]؛ أي: المعادي، يقول ابن الجوزي في بيان علَّة [1] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب 12 - الحديث 5985 (الفتح 10/ 415). [2] صحيح الجامع - الحديث 3768 (صحيح). [3] صحيح الجامع - الحديث 5705 (صحيح). [4] صحيح مسلم - كتاب الأدب - باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها - الحديث 2558 (شرح النووي 16/ 115) [5] مسند أحمد 5/ 416. وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1110.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 530