responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 528
ومن صور البِر إليهما بعد موتهما التصدُّق عنهما، جاء في الحديث الصحيح «أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أبي مات ولم يوصِ، أفينفعه أن أتصدق عنه؟ قال: «نعم» [1]، ولقد كان من بر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمِّه رغم أنها ليست من أمته أنه استأذن ربه في الاستغفار لها؛ حيث قال: «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذَن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي» [2]، وورد عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: قدمت عليَّ أمي وهي راغبةٌ مُشرِكة، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت عليَّ وهي راغبة مشركة، أفأصلها؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صِلِيها» [3].
هذا شأن البارِّ حين يكون ابنًا، وهو إن نشأ على البر انعكس أثر بره في التعامل مع بنيه، وربما كانت التوجيهات النبوية إلى البر بالآباء أكثف وأغزر؛ لأن الإنسان بفطرته ميال إلى ولده، حريص عليه، متلهِّف للأخذ بيده إلى معالي الأمور، بينما قد ينسى البشر جيلًا سابقًا في طريقه إلى أن يولي، وهم في غمرة انشغالهم بجيل لاحق، يوشك أن يتمكن في الأرض، فاحتاج البشر إلى لفتة تذكرهم بفضل الجيل السابق،، لئلا يغفلوا عنه، وليقدموا إليه بعض صور الوفاء بحقه، وهو أنفسهم في طريقهم إلى أن يكونوا في يوم من الأيام ذلك الجيل السابق، وسيندبون ضعف الوفاء في بنيهم إن لم يبَرُّوهم.
ومن صور البر بالأبناء التي وجه إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العدل

[1] أخرجه مسلم والنسائي (جامع الأصول 6/ 484 - الحديث 4691).
[2] أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (جامع الأصول 11/ 152 - الحديث 8667).
[3] أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود بألفاظ مقاربة (جامع الأصول 1/ 405 الحديث 201).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست