اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 525
الله يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثًا - إن الله تعالى يوصيكم بآبائكم - مرتين - إن الله تعالى يوصيكم بالأقرب فالأقرب» [1] والهالك من أدرك والديه فلم يبرّهما، وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذل والهوان على من فاتته فرصة البر بوالديه فقال: «رغم أنفه. ثم رغم أنفه. ثم رغم أنفه ... مَن أدرك والديه عند الكبر: أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة» [2]؛ لأن الحياة فرص، وتفويت الفرصة المتاحة ليس من شأن المؤمن الفَطِن.
وعدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الثلاثة لا يدخلون الجنة «العاق ... لوالديه» [3]، كما وصفه في حديث آخر بأنه ممن «لا يقبل منهم صرفًا ولا عدلًا» [4]، ولا يسلم العاقُّ من عذاب الله حتى في الدنيا، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «بابانِ مُعجَّلان عقوبتهما في الدنيا: الغي والعقوق» [5]، بالإضافة إلى أن العقوق من الكبائر، وكما أنه كبيرةٌ شرعًا، فإنه من أكبر صورِ الجحود وعدم الوفاء في نظر العقلاء.
وقد جعل الله البر بالوالدين بابًا للفوز برضاه سبحانه، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما» [6]. [1] صحيح الجامع - الحديث 1924 (صحيح). [2] أخرجه مسلم في الأدب برقم 2551 (جامع الأصول 1/ 400 - الحديث 193). [3] صحيح الجامع 3063 (صحيح) ونصه: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء» [4] صحيح الجامع 3065 (حسن) ونصه: «ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا: عاق، ومنّان، ومكذب بالقدر». [5] صحيح الجامع - الحديث 2810 (صحيح). [6] صحيح الجامع - الحديث 3507 (صحيح).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 525