اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 509
الجيل الأول تميز بزهده ويقينه فصعد؛ فما هي سنن السقوط والهلاك؟ يقول - صلى الله عليه وسلم -: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلِك آخرها بالبخل والأمل» [1]، قبض اليد والإحجام عن المبادرة والامتناع عن تقديم أي جهد، ثم بعد كل ذلك بناء الأحلام الكبيرة والآمال العريضة، ذلكم تشخيص هلاك الدنيا فهل صرنا إليه؟
أما في الآخرة، فإن الكانز لمال دون أن يؤدي حق الله فيه يخيل له المال يوم القيامة بصورة: «شجاع أقرع يفرُّ منه صاحبه وهو يتبعه يقول له: هذا كنزك الذي كنت تبخل به» [2].
إذا لم يكن خلق (الكرم) يميز عامة أبناء الإسلام العاملين لنصرته فلن تجتمع حولهم القلوب ولن يحظوا بالثقة، وحين تكرم النفوس وتتخلص من رق الدنيا، ويصغر في عينها كل متاع تنجذب إليها القلوب، وتعظم في الأنظار، ويتسابق الناس في الجود والكرم لا في الحرص والشح، وعندئذٍ نكون أهلًا للتمكين، بإذن الله.
خلاصة هذا الفصل وعناصره:
- الرابط بين الكرم والتضحية.
- ارتباط الكرم بالإيمان.
- من أعظم الكرم جود الفقير وجهد المقل.
- الجهاد لا يكون بلا كرم.
- الكرم الحقيقي مع وجود دواعي الحرص.
- الكريم لا يرد سائلًا. [1] صحيح الجامع - الحديث 3845 (حسن). [2] صحيح سنن النسائي - كتاب الزكاة - باب 9 - الحديث 2302 (صحيح).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 509