اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 487
«وأحسِنْ كما أحسَن الله إليك».
إن دِينًا يفرض على أتباعه (الإحسان) في كل شيء، لا يرتضي من أتباعه أن يألفوا الإساءة أو أن يمارسوها، فما يدعو إليه دينُنا أسمى وأرفع من ممارساتنا اليومية الخاطئة التي نشوه بها الصورة العملية لأخلاق هذا الدين.
منذ الخطوة الأولى على بوَّابة الإسلام، نحن مطالَبون أن نُحسِن إسلامنا لتضاعف أجورنا، فقد روى البخاري «إذا أحسن أحدُكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها» [1]، بل إن رُكام الجاهلية الذي يثقل كاهل حديث الهداية لا خلاص منه إلا بصدق التوبة وإحسان العمل؛ ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر» [2].
الإحسان إتقان للعمل، وتحسين للأداء، وحسن في العطاء يعمُّ مظاهر الحياة الرجل المحسن حقًّا؛ فإن نظرت إلى أخلاقه وجدت خلقه حسنًا، وإن أحبكم وأقربكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أحاسنكم أخلاقًا» [3]، ولذلك قال الفُضَيل بن عِياض: (لأن يصحبني فاجرٌ حسن الخلق أحب إليَّ من أن يصحبني عابد سيِّئ الخلق) ([4])؟ [1] صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب 31 - الحديث 42. [2] صحيح البخاري - كتاب المرتدين - باب 1 - الحديث 6921. [3] صحيح سنن الترمذي 2/ 196 الحديث 1641 (صحيح). [4] إحياء علوم الدين 3/ 45.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 487