responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 474
ومن نتائج انعدام روح السماحة أن تغدو أمتنا تتبارى بألسنتها، فتنقلب إلى أمة كلام بدل أن تكون أمة عمل، وتضيع الأوقات في الشد والجذب والأخذ والرد، وكل يناصر رأيه، إن مما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمته (منعًا وهات) ومما كره لهم (قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) [1].
ولا يكمل أجر المجاهد إلا بالسهولة والسماحة «الغزو غزوان: فأما مَن ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله» [2]، قال الباجي في (ياسر الشريك): (يريد موافقته في رأيه مما يكون طاعة، ومتابعته عليه، وقلة مشاحّته فيما يشاركه فيه؛ من نفقة أو عمل) [3]، فلنوفر أوقاتنا، ولنحفظ أخوتنا؛ بتعميم روح السماحة فيما بيننا، وبالنزول عند رغبة إخواننا إيثارًا لما هو أغلى.
تظهر آثار (السماحة) في جميع مظاهر حياة صاحبها، فانظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع زوجته (عائشة)، حين قصدت الحج والعمرة، فأصابها الحيض، فحزنت لعدم تمكنها من أداء العمرة، وبكت لذلك وقالت: (يرجع الناس بحجة وعمرة، وأرجع بحجة؟!)، يقول جابر بن عبد الله: (وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا سهلًا، حتى إذا هَوِيَتْ الشيء تابعها عليه، فأرسلها مع عبد الرحمن بن أبي بكر فأهلَّت بعمرة من التنعيم) [4]، قال النووي: (سهلًا: أي سهل الخلق، كريم الشمائل،

[1] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب 6 - الحديث 5975 (الفتح 10/ 405).
[2] صحيح سنن أبي داود 2/ 478 - الحديث 2195/ 2515 (حسن)
[3] في حاشية فؤاد عبد الباقي على موطأ مالك 2/ 466.
[4] صحيح مسلم - كتاب الحج - باب 17 - الحديث 137 (شرح النووي 4/ 410).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست