اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 429
فلما تُوفِّي النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا، وانبسطنا) [1]، يقول ابن حجر: (قوله (فلما توفي) يشعر بأن الذي كانوا يتركونه كان من المباح، الذي يدخل تحت البراءة الأصلية) [2]، فمن أراد السلامة فليجتنب مجالس الغِيبة، وليحفظ لسانه من الزلات، ولا يقولن إلاّ خيرًا، وليتواصَ وإخوانه بحفظ اللسان، وليستعِنْ بالله فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم أصحابه الاستعاذة بالله من شر اللسان: «قل أعوذ بك من شر سمعي، وشرِّ بصري، وشرِّ لساني، وشرِّ قلبي، وشرِّ منيِّي» [3] يستعيذ بالله من أن يكون شر لسانه على المسلمين، أو أن يكون حلو كلامه مع غيرهم، فهذا والعياذ بالله من الانتكاس واختلال الموازين.
وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أي الإسلام أفضل؟» قال: «مَن سلِم المسلمون من لسانه ويده» [4]، أفلا يطمح المؤمن أن يكون من ذوي الإسلام الأفضل! بأن يجعل سلاطة لسانه على أعداء الله، وحلو كلامه وحسن حديثه للمسلمين، فإنَّ «أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان» [5].
ومن حفظ اللسان: حمايته عن الخوض فيما لا ينبغي ولا يهم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجّه المسلم لاغتنام طاقاته في المهمات: «من حسن [1] صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب 80 - الحديث 5187 (الفتح 9/ 253). [2] فتح الباري 9/ 254. [3] صحيح سنن النسائي 3/ 1108 - كتاب الاستعاذة - باب 4 - الحديث 5031 (صحيح). [4] صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب 5 - الحديث 11 (الفتح 1/ 54). [5] عن فتح الباري 11/ 309 حيث عزاه ابن حجر إلى أبي الشيخ في كتاب الثواب، والبيهقي في الشعب.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 429