اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 411
قال: «يا رسول الله! قل لي قولًا ينفعني، وأقلل عليَّ لعلِّي أعيه»، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تغضب» [1]، وهذا الحرص على تحصيل ما ينفع إِذا استمر نمت شخصية المسلم وارتقت.
وإن الشخصية التي لا تنتفع بالنصيحة، ولا تتأثر بالموعظة، ولا تستفيد من الفرص، يكون قد أصابها الشلل أو الموت، لذلك (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع) [2]، وعندئذٍ يكون المرء قد فقد قابلية الانتفاع والتأثر، وغطَّى قلبَه الرانُ.
وإن رجلًا مثل قبيضة بن المخارق - كبير السن حي القلب - يسعى إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا قبيضة! ما جاء بك؟»، يقول قبيضة: «كبرت سني، ورق عظمي، فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله عز وجل به ..» [3] فعلّمه بعض الأدعية، فهل ترى نفسك بهذه الهمة وهذا الحرص رغم مزيد قدرتك وفائض طاقتك؟ قل «اللَّهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني» [4].
وفي قصة أبي هريرة مع الشيطان حين علَّمه آية الكرسي، يقول الراوي في آخر الحديث في وصف الصحابة: (وكانوا أحرصَ شيءٍ على [1] مسند أحمد 5/ 34، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7373. [2] صحيح سنن أبي داود للألباني - الصلاة - باب 367 - الحديث 1369/ 1548 (صحيح). [3] مسند أحمد 5/ 60. [4] صحيح ابن ماجه للألباني - كتاب الدعاء - باب 2 - الحديث 3091/ 3833 (صحيح).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 411