اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 404
وحين تعمُّ المفاسد في أي زمان فالمخرج بالرجوع إِلى ديننا، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إِذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سّلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»، وفي رواية: «حتى يراجعوا دينهم» [1]، وبذلك تكون المراجعة بداية رفع البلاء والذل.
كما أن مراجعة النفس وتصحيح مسارها سببٌ من أسباب انشرح الصدر للخير، وإيثار الباقي على الفاني، ففي حديث طويل لابن مسعود: (بينما رجل فيمَن كان قبلكم، كان في مملكته، فتفكَّر، فعلم أن ذلك - أي المُلك - منقطع عنه، وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه)، فاعتزل الملك، وذهب إلى مملكة أخرى يكسب رزقه من عمل يده، وعلم ملك هذه البلاد به وبصلاحه، فقصده الملك، وسعى إليه، واستفسر منه فقال ملك البلاد: (ما أنت بأحوج إِلى ما صنعتَ مني، ثم نزل عن دابته فسيبها، ثم تبعه فكانا جميعًا يعبدان الله عز وجل ..) [2]، واستطاع كل منهما أن يُصحِّح ما أفسد دون أن يعميهما بريق الملك، وفتنة الكرسي، وما بدأت صحوة كل منهما إلا بالتفكُّر والمراجعة.
والمراجعة والتصحيح فرصة لرأب الصدع بين القلوب، وإصلاح ذات البَيْن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أبواب الجنة تُفتَح يوم الاثنين ويوم [1] صحيح سنن أبي داود للألباني - كتاب الإِجازة - باب 20 - الحديث 2956/ 3462 (صحيح) والرواية الأخرى المُشار إِليها رواية أحمد 2/ 28. [2] مسند أحمد 1/ 451، رواه ابن مسعود ولم يرفعه، وقال البنا في بلوغ الأماني 20/ 155: (أورده الهيثمي وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه. وفي إِسنادهما المسعودي وقد اختلط).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 404