اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 374
غيره، فقال أبو بكر: (إنما أردتَ خلافي)، وعمر يقول له: (ما أردت خلافك)، وعلت أصواتُهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إن راوي الحديث قال: (كاد الخيِّران أن يهلِكا) [1].
وأخطر ما يقود إلى الفتن تقديم الرأي على حكم الشرع، فقد جاء في صحيح البخاري أن سهل بن حُنَيف قال عند فتنة الصحابة: (أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم) [2].
وقد تفر من الفتنة فيلاحقك أهلها وأنت كاره للخوض فيها كما ورد عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: (إن ناقدت ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم أدركوك) [3].
وقد يكون استلامك لإمارة لا تقدر عليها سببَ فتنةٍ لك ولمن معك، ولذلك جزع عمرو بن العاص - رضي الله عنه - جزعًا شديدًا لما حضرته الوفاة، وتذكر حياته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن قال: «فلو مت حينئذٍ قال الناس: هنيئًا لعمرو أسلم وكان على خيرٍ فمات فرُجِي له الجنة، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدري عليَّ أم لي ..» [4].
وإن كنت في موضع القدوة أو الإمرة فلا تحمل الناس ما لا يُطِيقون، فتفتنهم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما علم أن معاذاً - رضي الله [1] صحيح البخاري - كتاب الاعتصام - باب 5 - الحديث 7302. [2] صحيح البخاري - كتاب الاعتصام - باب 7 - الحديث 7308 موقوف على سهل ابن حنيف. [3] كنز العمال: الحديث 30989 - وقال: «رواه الخطيب وابن عساكر .. وصحح الخطيب وقفه». [4] مسند أحمد 4/ 199.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 374