اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 333
وطيب النفس من النعيم» [1].
والعبادة صورة يومية من صور جلاء القلب، وتصفية النفس من كل خبث، ويؤكد هذا المعنى ما رواه البخاري، من أن الشيطان يعقد على قافية النائم ثلاث عقد، قائلاً له: «عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضَّأ انحلت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.» [2].
يقول ابن حجر: (قوله: طيب النفس؛ أي: لسروره بما وفَّقه الله له من الطاعة، وبما وعده من الثواب، وبما زال عنه من عقد الشيطان. كذا قيل. والذي يظهر أن في صلاة الليل سرًا في طيب النفس ..) [3].
وما جعل الله مواطن البلاء إلا للتمحيص والتمييز، كما قال تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 79]، وفي ظلال الآية: أن دور الأمة المسلمة (يقتضي التجرد والصفاء، والتميز والتماسك .. وكل هذا يقتضي أن يصهر الصف؛ ليخرج منه الخبث .. ومن ثَمَّ كان شأن الله - سبحانه - أن يَميز الخبيث من الطيب) [4]، وتجري سنة الله في أن الزَّبَد يذهب جُفاءً، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض. [1] صحيح سنن ابن ماجه 2/ 6 - كتاب التجارات - باب 1 - الحديث 1741/ 2141 (صحيح) [2] صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق - باب 11 - الحديث 3269 (الفتح 6/ 335) [3] فتح الباري 3/ 26 من شرح الحديث 1142 من كتاب التهجد. [4] في ظلال القرآن 1/ 525.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 333