اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 310
إلى الله طالبًا منه التثبيت.
وخُوطِب أبناءُ هذه الأمة بأمر الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ...} [الأنفال: 45].
ومن الكبائر في ديننا الفرار من الزحف؛ ولذلك كان من الوصايا العشر التي أوصى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل: «وإيَّاك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس مُوتانٌ وأنت فيهم فاثبُتْ» [1]؛ لأن الثبات يزيد المؤمنين قوة، ويوقع في نفوس العدو رهبة، وتزعزعُ المواقف يخذل الصديق ويُشمِّت العدو، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمق هذا المعنى يوم الأحزاب وهو ينقل التراب وقد وارى التراب بطنه وهو يقول: (لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدَّقْنا ولا صلَّينا، فأنزل السكينة علينا، وثبِّت الأقدام إن لاقينا، إن الأُلَى قد بغَوْا علينا إذا أرادوا فتنة أبَيْنا) [2].
ولأن مسألة الثبات على الدين قضية تشغل فكر المسلم فإنه يكثر من الدعاء بها، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» [3]، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخشى على نفسه في مواجهة الجاهلية أن يداهن أو يلين، ولذلك خاطبه ربنا عز وجل بفضله عليه بأن أخلص ولاءه لله {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ [1] مسند أحمد 5/ 238 وطرفه (أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشر كلمات قال: لا تشرك بالله شيئاً ..). [2] صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب 34 الحديث 2837 (الفتح 6/ 46). [3] مسند أحمد 3/ 112.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 310