responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 287
المفتون» [1] ويؤكد ذلك ما رواه ابن عساكر مرسلاً: «ما أنكره قلبك فدعه» [2].
وأصحاب المراتب العالية يحتاطون لأنفسهم بالحذر من بعض الحلال الذي قد يُفضِي إلى شيء من المكروه أو الحرام، فقد ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما به البأس» [3]، ويُؤكِّده الحديث الآخر: «اجعلوا بينكم وبين الحرام سترًا من الحلال ...» [4]، ومن لطيف ما حدَّث به ابن القيم - رحمه الله - (قال لي يومًا شيخ الإسلام ابن تميمة - قدس الله روحه - في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطًا في النجاة) [5].
وكما يشمل الورع صور الكسب والمعاملات فإنه يشمل اللسان. فقد تجد كثيرا من الناس يندفعون إلى الفتوى وهم لا يعلمون؛ ولذلك عقد الدارمي بابًا في (التورُّع عن الجواب فيما ليس فيه كتاب ولا سنة).
ويعتبر إسحاق بن خلف الورعَ في الكلام أشدَّ من الورع في التعاملات المالية؛ حيث يقول: (الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة ..) [6].
ومِن تأمُّلِ ابن القيم في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلن أنه (جمع

[1] صحيح الجامع برقم 2881 (صحيح).
[2] صحيح الجامع برقم 5564 (صحيح).
[3] أخرجه الترمذي - حسنه الترمذي وغيره (جامع الأصول 4/ 682 الحديث 2791).
[4] صحيح الجامع برقم 152 (صحيح).
[5] تهذيب مدارج السالكين ص 292.
[6] تهذيب مدارج السالكين ص 290.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست