اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 279
البلاء إلا على من جعل الآخرة همه، «حُفَّت الجنة بالمكاره وحُفَّت النار بالشهوات» [1].
وإن كمسؤولية المسلم الذي يُقدِّر الله حق قدره أن يوحد همه فيفكر في المال والمصير، لا أن يصرف كل جهده وفكره ووقته في صغائر الأمور وتوافهها. وبقدر ما يكون لله في قلب العبد من توقير وإجلال ورهبة يكون للعبد عند الله من الأجر والمنزلة «من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده» [2].
ومن كان دائم التفكير في رضي الله فإنه لا تشغله النعمة ولا يعميه البلاء، ومن كان مع الله في اليسر كان الله له في العسر «تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» [3].
ومثل هذا الحال يقتضي من المؤمن أن يكون دائم الرقابة لله والحياء منه أكثر مما يحتاط ويستحيي من البشر «ما كرهتَ أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت» [4]، و «اعبُدِ الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» [5].
والمهتم بآخرته إذا ذكر بخطئه سريع الفيئة قريب الرجعة «إذا ذُكِّرتم بالله فانتهوا» [6]. [1] أخرجه مسلم والترمذي (جامع الأصول 10/ 521). [2] صحيح الجامع برقم 6006 (حسن). [3] صحيح الجامع برقم 2961 (صحيح). [4] صحيح الجامع برقم 5659 (حسن). [5] صحيح الجامع برقم 1037 (حسن). [6] صحيح الجامع برقم 546 (حسن).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 279