اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 277
«من جعل الهموم همًّا واحدًا هم المعاد كفاه الله سائر همومه»
يعيش المؤمن الداعية كثيرًا من الهموم، وربما كان تكاثر الهموم سببًا لتشتيت القلب عن الهدف، ولصرف الهمة إلى مشاغل أهل الدنيا واهتماماتهم فتزول الميزة وينعدم التميز وتختلط الموازين.
إن من هوان أمر الدنيا أن جعلها الله لا تدوم لأحد «إن حقًّا على الله تعالى أن لا يرفع شيئًا من أمر الدنيا إلا وضعه» [1]، وإنما هي أيام يداولها الله بين الناس، فيرفع أقوامًا ويضع آخرين، ويعز أقوامًا ويذل آخرين لتتحقق حكمة الله في ابتلاء العباد.
إن الله يعطي الدنيا للمؤمن والكافر ولا يعطي الدين إلا لمن يحب. وقد تعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن عمرو حين رآه يصلح جدار بيته ويطينه فأراد أن يخلي قلبه من التعلق بالدنيا، وأن يُذكِّره بقرب الأجل للاستعداد له، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك» [2]، ليجعل الآخرة همه والاستعداد لها شغله فإذا بالغ امرؤ في الانصراف عن أعمار الدنيا والسعي فيها فيحتاج إلى لفتة من نوع آخر {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] بحيث يبقى على جادة القصد والتوازن. [1] صحيح الجامع برقم 2057 (صحيح) [2] صحيح الجامع برقم 5526 (صحيح).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 277