اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 244
(لا تشهد على وصية حتى تُقرأ عليك، ولا تشهد على مَن لا تعرف) [1].
وليس من خلق المتثبت التسرع والعجلة، وإن - صلى الله عليه وسلم -، حين أرسل خالدًا - رضي الله عنه - للتحقق من عداوة بني المصطلق (أمره أن يتثبت ولا يعجل) [2] ولما أرسله إلى بني جذيمة، للتحقق من إسلامهم، فتعجل في القتل، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» [3]، بل إن مما ذكر القاضي شهاب الدين الشافعي في كتابه (آداب القضاء): (وعليه - إن لم يتضح له الحق - تأخير الحكم إلى أن يتضح ..) [4].
قال الشوكاني في تفسيره لآية التبين: (ومن التثبت: الأناة، وعدم العجلة، والتبصر في الأمر الواقع، والخبر الوارد، حتى يتضح ويظهر ...) [5].
وإن سؤال العلماء ومشورتهم يسدِّد المتثبت، وقد نقل ابن حجر عن الشعبي - بسند جيد - قوله: (مَن سرَّه أن يأخذ بالوثيقة من القضاء، فليأخذ بقضاء عمر فإنه كان يستشير) [6] ولا تخافوا من المشورة فإنها تقربكم إلى الحق. [1] عن فتح الباري 13/ 144 - كتاب الأحكام - باب 15. [2] عن تفسير القرطبي 16/ 205 عند تفسير الآية 6 من سورة الحجرات. [3] صحيح البخاري - كتاب الأحكام - باب 35 - الحديث 7189. [4] آداب القضاء - ص 110. [5] فتح القدير 5/ 60 عند تفسير الآية 6 من سورة الحجرات. [6] فتح الباري 13/ 149 - من شرح باب 16 من كتاب الأحكام.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 244