اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 225
تمنَّى الناس (ذهبًا ينفقونه في سبيل الله) كانت قولة عمر - رضي الله عنه -: (ولكني أتمنَّى رجلًا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله) [1].
ولن يثق الناس بك، ولن يتأثَّروا بحديثك، وأنت ترتعُ في نعيم لا يجدونه، ولذلك كان سيدنا علي - رضي الله عنه - يحتاط لنفسه ولأعين الناس، فيلبس المرقع من الثياب، فلما اعترض بعضهم على لباس علي - رضي الله عنه -، أجابهم: (ما لكم وللَّباس، هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم) [2]، وفي رواية قال: (يخشع به القلب، ويقتدي به المؤمن) [3].
وإن الذي ينحدر للتَّسابق في الملذَّات؛ لن يرقى في سلَّم الطاعات؛ لأن القدوة تسابق في الخيرات، ومجاهدة للنفس إلى أن تحيا بنا دعوتنا؛ إذ (لا حياة لفكرة لم تتقمَّص روح إنسان، ولم تصبح كائنًا حيًّا، دب على وجه الأرض في صورة بشر) [4]، فلا ينسين الداعية أن الناس ينظرون إليه على أنه مثلهم الأعلى، الذي يرون في سلوكه مصداق ما يدعو إليه، فإن زلَّ زلوا معه، وإن عاد إلى الصواب بعد ذلك قد لا يعودون.
إن من أبرز صفات الساعي لأن يكون للمتقين إمامًا: الحذر من سوء التصرف الذي قد يفتن بهم العامة، وقد يُلبِّس على مَن يحسنون الظن بهم، ولو كان الفعل في حدود ما تحتمله الاجتهادات الفرعية [1] نقلًا عن ممرات الحق (4/ 87). [2] مسند أحمد 1/ 91. [3] عن حياة الصحابة 2/ 709. [4] أفراح الروح لسيد قطب 25 - 26.
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 225