اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 215
في الإسلام، وبدلًا من أن يسد خلته، ويرد فاقته، يحاربه في رزقه ويكون عونًا للشيطان عليه! فهل هكذا يكون البنيان الذي يشد بعضه بعضًا؟!
إن من فوائد التعاون رفع الظلم عمن أريد به الشر، وقد جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: «الرجل يأتيني فيريد مالي؟ - يعني ماذا أفعل معه - قال: ذكَّره بالله، ولأن الرجل يعلم أن بعض النفوس لا يكفيها مجرد التذكير بالله قال: فإن لم يذكر؟ قال: فاستعِن عليه مَن حولك من المسلمين، قال: فإن لم يكن حولي أحد من المسلمين؟ قال: فاستعن عليه بالسلطان، قال: فإن نأى السلطان عني؟ قال: قاتِلْ دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة، أو تمنع مالك» [1].
فالأصل أن يحال دون وقوع الظلم على الضعيف بعون المسلمين له من حوله وبعون السلطان والقضاء له لكيلا يضطر للمقاتلة بنفسه؛ حيث لا يجد معينًا، وإذا تُرك الناس ولم يُعانوا كثرت الخصومات وعظمت الثارات؛ لأنه لم يعُدِ المؤمن للمؤمن كالبنيان.
وإذا كان الله - عز وجل - يتعهَّد ويتكفَّل بعون أصناف من عباده أفلا نتشرف بأن نكون سببًا لهذا العون وستارًا لقدر الله في قضاء حوائج الناس؟ ومن ذلك ما جاء في الحديث: «ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف» [2]، وكلها عون على حق بشري أن يعيش المرء [1] صحيح سنن النسائي - كتاب تحريم الدم - باب 21 - الحديث 3803 (حسن صحيح). [2] صحيح سنن الترمذي - كتاب فضائل الجهاد - باب 20 - الحديث 1352/ 1722 (حسن).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 215