اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 178
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: [2]]. قال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حبِط عملي وأنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينًا، فتفقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مالك؟ وأخبروه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا، بل هو من أهل الجنة) [1]، وهكذا يشعر كل فرد بقيمته وكل مدعوٍّ بمنزلته في نفس مربِّيه.
ومن أسمى الأخلاق: أن يُقابَل التكافل بعفَّة نفس المحتاج؛ كما فعل عبدالرحمن بن عوف؛ حين رفض تقاسم المال والزوجتين مع الأنصاري، وقال له: (بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟) [2]، وطلب أن يدُلَّه على السوق ليعمل بيديه، ويعتمد على نفسه، بل كانت ظاهرة عامَّة بعد خيبر، لما استغنى المهاجرون؛ إذ ردُّوا إلى الأنصار ما كانوا أكرموهم به، فقد ورد أنه: (لما فرغ من قتال أهل خيبر، فانصرف إلى المدينة، ردَّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم من ثمارهم ..) [3].
وإن مجتمعًا يشيع فيه التكافل، لهو المجتمع المتماسك الذي يستطيع أن يجاهد في سبيل الله صفًّا، كأنه بنيان مرصوص، بينما تجد مجتمع الأنانية والبخل متصدعًا من الداخل، تأكله العداوات والأحقاد [1] مسند أحمد 3/ 137. والآية من سورة الحجرات/2. [2] صحيح البخاري - كتاب مناقب الأنصار - باب 3 - الحديثان 3780/ 3781 (الفتح 7/ 112). [3] صحيح البخاري - كتاب الهبة - باب 35 - الحديث 2630 (الفتح 5/ 242).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 178