اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 152
ينفعك به؟ .. إن أول ما يُحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة .. " [1].
ونفعُ الأقربين أكثر وجوبًا وأعظم أجرًا.
قال أبو قلابة: (وأي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال صغار؛ يُعفُّهم أو ينفعهم الله به، ويعينهم الله به ويغنيهم!) [2]، وهذا الاهتمام بالأقارب كسبٌ لقلوبهم، وصلةُ رحمٍ، ورمز وفاء، وعنوان محبة، ودليل رحمة، خاصة حين يكون فيهم أطفال صغار، يفتقدون الرعاية والحنان وأهم الحاجات البشرية.
إن أبواب النفع كثيرة، أجمَلَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «على كل مسلم صدقة»، وضرب لها بعض الأمثلة بحسب القدرة: «فيعمل بيديه، فينفع نفسه ويتصدق .. فيعين ذا الحاجة الملهوف ..»، وإن لم يفعل المسلم شيئًا من ذلك: «فليُمسِك عن الشر فإنه له صدقة» [3]، وهذه أدنى مراتب النفع التي لا ينبغي لمؤمن أن ينزل عنها، ولا يليق بداعية أن يقف عندها.
والجهاد أعلى مراتب النفع، والعزلة أدناها، سأل أعرابي: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: «رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شِعْب [1] مسند أحمد 2/ 425، واللفظ المرفوع في صحيح أبي داود للألباني برقم 770/ 864 (صحيح). [2] صحيح مسلم - كتاب الزكاة - باب 12 - الحديث 38/ 994 (شرح النووي 4/ 85). [3] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب 33 - الحديث 6022 (فتح الباري 10/ 447).
اسم الکتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا المؤلف : الخزندار، محمود محمد الجزء : 1 صفحة : 152