اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 251
كله وأكثر لو كانوا يعلمون!
القسم السادس والعشرين أصدقاء القرآن
لبعض الكتب المقدسة عند بعض الديانات جمعيات منتشرة في جميع أنحاء الأرض، جند فيها عشرات الألوف من الأشخاص، وينفق عليها عشرات الملايين من الأموال، وهي بلا شك تحتوي ثروة أخلاقية إنسانية تفيد البشرية، ولكن أي ثروة فكرية وتشريعية وأخلاقية إنسانية تحتويها إذا قيست بثروة القرآن الكريم؟ وإذا كانت تلك قد رزقت عناية هذه الآلاف من الناس، ووضعت تحت أيديهم كل الإمكانيات لنشرها والدعاية لها أفلا يستحق كتاب الله الخالد عشر هذه الجهود؟ وعشر هذه الأموال؟ وهل تقاس الثمرة التي جنتها الإنسانية من تلك الكتب بالثمرات التي تجنيها من نشر القرآن الكريم؟ أم أن ميزة هاتيك أنها كتب قوم يحملون الحضارة، وكتابنا كتاب قوم مغلوبين لتلك الحضارة؟ أميزة تلك أنها كتب قوم لم ينهضوا إلا حين تركوها، وذنب هذا أنه كتاب قوم لم يسقطوا إلا يوم تركوه؟ أميزة تلك أن حضارة الذين ينشرونها اليوم قامت على أسس تخالف مبادئها؟ وذنب هذا أن حضارة الذين هجروه وبها غيروا وجه الدنيا لم يضع حجر أساسها غيره؟ أميزة تلك أن المكتشفات العلمية تسير في خط معاكس لاتجاهه، وذنب هذا أنها تسير في خط مواز لاتجاهه؟ أميزة تلك أنها كتب الأقوياء ولم تكن لها يد في قوتهم؟ وذنب هذا أنه كتاب الضعفاء وهو
اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 251