اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 224
كهولته، وأكثر ما يكون ذكراً لأيام شبابه في أيام شيخوخته، وأكثر ما يكون ذكراً لغناه في أيام فقره، وأكثر ما يكون ذكراً لجاهله في أيام خموله، وأكثر ما يكون ذكراً لصحته في أيام مرضه، وأكثر ما يكون ذكراً لأعماله في أيام بطالته، وأكثر ما يكون ذكراً لأفراحه في أيام أحزانه، وأكثر ما يكون لجهاده في أيام نسيان الناس له، وأكثر ما يكون ذكراً لفضائله في أيام تحامل الحاسدين عليه، وأكثر ما يكون ذكراً لإقبال الدنيا عليه في أيام إعراضها عنه.
الغفلة في أيام النعمة
أكثر ما يكون الإنسان غفلة عن نعم الله حين يكون مغموراً بتلك النعم.
· لا يُعرف فضل النعمة إلا بعد زوالها، ولا فضل العالم إلا بعد فقده، ولا موت المصلح إلا بعد موت أقرانه، ولا قيمة العظيم إلا بعد قرون من تفقد المجتمع له.
لكل بلد طابع
سبحان الله! جعل لكل بلدة طابعاً يُعرف به أهلها: فطابع دمشق: الدماثة والاستئثار، وطابع حمص: الصفاء [1] والإيثار، وطابع حماة: الحمية واللدد [2]، وطابع حلب: الوفاء [1] هو التعبير الصحيح عن وصف الحمويين للحمصيين تحاملاً بالغفلة (أو بالجذبة). [2] هو التعبير الصحيح عن وصف الحمصيين للحمويين تحاملاً بالحقد واللؤم. واللدد هو العنف في الخصومة.
اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 224