اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 216
الحضارات الوثنية
هذه الحضارات الوثنية والمادية، تنفق على العظماء بعد موتهم ما يحتاج إليه الأحياء في حياتهم.
نعطي الموتى ونمنع الأحياء
أليس من عظيم المفارقات في بلادنا، أن نعطي الموتى ما نمنعه عن الأحياء، وأن نكرم الماضين ونهين المعاصرين، وأن نمجد شخصاً ونحتقر شعباً؟!
العظماء الخرس!
الأمة التي لا تذكر عظماءها إلا حين تراهم خرساً لا يتكلمون، هي أمة بليدة الشعور، قليلة الوفاء، سريعة النسيان.
أيها المقلدون!
أيها المقلدون: إن خالد بن الوليد حي في نفوس رجالنا ونسائنا وأطفالنا، أكثر من حياة كل عظماء الأرض، في نفوس الأمم التي أقامت لهم النصب والتماثيل!!
هل من الاشتراكية؟
أيها الاشتراكيون المتحمسون لإقامة النصب والتماثيل: هل من الاشتراكية أن تهدر الأموال الطائلة في أبنية وتماثيل لتخليد عظماء، هم خالدون في أنفسنا، بدلاً من أن تكون هذه الأموال غذاء لجائع، وكساء لعار، وبيتاً لمشرد، وعلماً
اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 216