responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 115
لرجاء الثواب، وجمِّع قلوبهم عند شريعتك، كما جمعت أجسامهم عند كعبتك، وألهمهم الرحمة فيما بينهم، كما ألهمتهم بطلب الرحمة منك، وردّهم إلينا رسلاً عنك يصلحون، كما بعثناهم إليك رسلاً عنا يلبُّون، وفرِّحنا بهم هداة مرشدين، كما فرحت بهم عصاةً منيبين، واجعلهم أيمن وفودك إلينا، كما جعلناهم أسرع وفودنا إليك، واقبلنا بقبولك لهم، وارحمنا برحمتك إياهم، وارض عنا برضاك عنهم، وتجلَّ علينا بتجليك عليهم، فهم منا، ونحن منهم، ونحن جميعاً عبادك التائبون.
· وقفوا وقوف الراجين، ونفروا نفور المؤمّلين، وباتوا مبيت الخاشعين، وضحُّوا تضحية الشاكرين، ورموا رمي المعاهدين، وتحلَّلوا تحلل المبتهجين، وطافوا طواف المودّعين، فيا حسن ذهابهم راغبين، ويا حسن إيابهم تائبين، ويا حسن لقائهم طائعين.
· مولاي .. ! إن في هذه الألوف التي تضجُّ إليك بالدعاء في عرفات، ومنى والبيت الحرام، عشرات، وعدوني أن يدعوا لي بالمغفرة والشفاء، وأنا أعجز من أن أشكرهم، وأنت أقدر على أن تثيبهم، وهم في دعائهم لي وأنا غائب، أطهر مني في رجائي منك وأنا حاضر، فإن لم تقبل دعائي لعجزي وتقصيري، فاقبل دعاءهم لطهرهم وبرهم، وإن لم تقبل تضرعي لتخلُّفي عنك، فاقبل تضرعهم لتلبيتهم لك، وأنت أكرم من أن ترفض دعائي ودعاءهم، وتعرض عن تضرُّعي وتضرُّعهم وأنت البرُّ الرحيم.

اسم الکتاب : هكذا علمتني الحياة المؤلف : السباعي، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست