اسم الکتاب : إنه القرآن سر نهضتنا - كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟ المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 63
[1] - التعود على الإنفاق بصفة مستمرة، وحبذا لو كانت الصدقة يومية، وكلما بكرنا بها كانت الفائدة أعم وأوسع, فما من يوم ينشق فجره إلا وملكان يناديان يُسمعان جميع الخلائق إلا الثقلين ويقول أحدهما: «اللهم أعط منفقًا خلفًا» ويقول الآخر: «اللهم أعط ممسكًا تلفًا».
وحبذا لو خصصنا صندوقًا للصدقة نضع فيه ما نتصدق به كل يوم، ثم نعطي ما فيه للمحتاجين كل عدة أيام.
2 - الإنفاق قبل أي أمر نريد إنجازه وتَيَسّره مثل: إنهاء معاملة رسمية - إصلاح بين الناس - قبل الاختبارات ...
3 - الإنفاق أيضًا عند الوقوع في أي ذنب أو تقصير، لأن الذنب يوقع العبد في دائرة الغضب الإلهي ويجعله عرضة للعقوبة، أما الصدقة فهي تطفئ غضب الرب وبالتالي تتوقف العقوبة «صدقة السَّر تطفئ غضب الرب» كما ورد في الحديث [1].
كلمة أخيرة: عاش الصحابة مع سورة الليل وتعلموا منها أهمية الإنفاق فكان من سماتهم الأساسية كثرة الإنفاق بلا حساب ... إنفاق من لا يخشى الفقر [2].
مسابقات واختبارات:
ومما يساعد على ترسيخ هذه الطريقة والتعود عليها أن نربط التشجيع والجوائز لمن يتفوق في استخراج ما في الآيات من معان إيمانية، وأعمال سلوكية، بجوار الحفظ.
فعلى سبيل المثال:
لو أجرينا مسابقة حول سورة النبأ فيمكن تضمينها الآتي:
1 - تناولت السورة إثبات حقيقة حدوث البعث واليوم الآخر بأدلة عقلية منظورة ... اذكرها.
2 - تناولت السورة مظاهر عديدة للقدرة المطلقة لله عز وجل ... ما هي؟!
3 - تناولت السورة مظاهر كثيرة تبين مدى حب الله لعباده ... اذكر خمسًا منها.
4 - اذكر معاني الكلمات الآتية: المعصرات - مرصادًا - دهاقًا - ثجاجًا.
5 - أشارت السورة إلى حقيقة إيمانية عظيمة وهي أن الدنيا دار امتحان ... اذكر الآيات التي تدل على ذلك، مع التعليق عليها.
6 - أكمل حتى نهاية السورة: إن للمتقين مفازًا .....
7 - اذكر بعضًا من الأعمال التي يمكننا أن نقوم بها من خلال دراستك للسورة.
التقييم:
خلال مدة الدورة وما سيتم فيها من معايشة لأفرادها، والتعامل معهم في النقاط الأربع: (وضوح الرؤية حول القرآن - المداومة والإكثار من تلاوة القرآن - بناء الإيمان من خلال القرآن - مدارسة وحفظ الأجزاء الثلاثة الأخيرة)، ومع الاختبارات والتقويم المستمر لهذه النقاط ستظهر بوضوح مستويات الأفراد ومدى تفاعلهم مع القرآن، والتغيير الذي سيطرأ عليهم، والذي سيظهر بوضوح في التعامل مع الدنيا (تجاف)، والآخرة (إنابة)، والموت (استعداد).
وسيظهر كذلك التفاعل والتغيير من خلال الأسئلة التي يطرحونها، والخواطر الإيمانية التي تسيطر عليهم، ويتحدثون بها.
وبعد نهاية مدة الدورة من المتوقع أن نجد أمامنا هذه الأصناف:
الصنف الأول: أفراد تأثروا وانتفعوا بالقرآن، إلا أنه لم يهيمن عليهم هيمنة تامة ولم يصلوا لمرحلة مداومة تلاوته وعدم إمكانية الصبر عن تلاوته بفهم وتأثر، ومن ثمَّ لم يُحدث تغييرات جوهرية فيهم.
هؤلاء من الصعب أن يقوموا بمهمة التدريس للأفراد الجدد. ويكفي ما وصلوا إليه من حبهم للقرآن.
الصنف الثاني: أفراد تأثروا وانفعلوا وهيمن عليهم القرآن هيمنة صحيحة، وأحدث فيهم التغيير المطلوب، لكن ليست لديهم الإمكانية لنقل المعلومة، والتدريس، والتأثير في الناس.
هؤلاء يمكن الاستفادة بهم في الأعمال الإدارية الخاصة بالمراكز القرآنية.
الصنف الثالث: مثل الصنف الثاني، ولكن لديهم الإمكانية لتعليم الآخرين.
هؤلاء يتم تقسيمهم لقسمين حسب المستوى: [1] صحيح الجامع الصغير ح (3759). [2] يمكن الرجوع إلى كتاب «حياة الصحابة» للكاندهلوي - باب إنفاق الصحابة - ونتعرف على أخبارهم في الإنفاق ليزداد المعنى رسوخًا.
اسم الکتاب : إنه القرآن سر نهضتنا - كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟ المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 63