اسم الکتاب : الابتلاء وكيف تستفيد منه الدعوات المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 9
ومنها: أن الله سبحانه إذا أراد أن يُهلك أعداءه ويمحقهم، استدرجهم لما فيه عقوبتهم وهلاكهم ومحقهم، ومن أعظمها بعد كفرهم: بغيهم وطغيانهم ومبالغتهم في أذى عباده، ومحاربتهم، وقتالهم، والتسلط عليهم، فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم، ويزداد أعداؤه من أسباب محقهم وهلاكهم، وقد ذكر سبحانه ذلك في قوله {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ - إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ - وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 139، 140].
فجمع لهم في هذا الخطاب بين تشجيعهم وتقوية نفوسهم، وإحياء عزائمهم وهممهم، وبين حُسن التسلية، وذكر الحِكم الباهرة التي اقتضت إدالة الكفار عليهم [1].
وفي النهاية:
أخي القارئ: إن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، ولقد من الله علينا بنعم كثيرة وفيوض غزيرة، ومن سنته أن يبتلي عباده تذكيرًا أو تحذيرًا أو تطهيرًا، والسعيد من أحسن التعامل مع حَدَث الابتلاء بما يحقق مصلحة دينه ودعوته.
والحمد لله رب العالمين
وصلَّ اللهم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * * [1] زاد المعاد في هدى خير العباد لابن القيم 3/ 218 - 222 باختصار وتصرف يسير
اسم الکتاب : الابتلاء وكيف تستفيد منه الدعوات المؤلف : مجدي الهلالي الجزء : 1 صفحة : 9