responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدار الآخرة المؤلف : حسان، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 12
حديث: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير)
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه -وانظر إلى هذا الحديث الصحيح الصريح في عذاب القبر- أن المصطفى مر على قبرين، فقال الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله -أو: لا يتنزه من بوله-) فهذا حديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة والنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم:3 - 5]، وتدبر معي هذا الكلام النفيس لـ ابن القيم في إعلام الموقعين في المجلد الثاني، قال ابن القيم: السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه: الوجه الأول: أن تأتي السنة مؤكدة لما جاء به القرآن، وهذا من باب تضافر الأدلة.
الوجه الثاني: أن تأتي السنة مبينة وموضحة لما أجمله القرآن.
قال الله تعالى في القرآن: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [البقرة:43]، لكن الله لم يذكر لنا كيفية الصلاة، ولا أركان الصلاة، ولا سنن الصلاة، ولا مواقيت الصلاة، ولا عدد الصلوات، فجاء المصطفى ليبين لنا كيفية الصلاة، وأركان الصلاة ومواقيت الصلاة إلى آخره.
فالسنة توضح ما أجمله القرآن.
الوجه الثالث: أن تأتي السنة موجبة أو محرمة لما سكت عنه القرآن، قال المصطفى: (ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) قال المصطفى: (ألا إن ما حرم الله كما حرم رسول الله).
قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80]، فما حرمه الله حكمه كحكم ما حرمه رسول الله، وهل من شك أن رسول الله لا يحرم شيئاً إلا بأمر من الله، أو لا يأمر بشيء إلا بأمر عن الله؟! {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر:7] لمن خالف أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مر على قبرين فقال: (إنهما ليعذبان) هكذا بمنتهى الصراحة والوضوح: (ليعذبان وما يعذبان في كبير)، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة ليوقع العداوة والبغضاء بين عباد الله، والآخر كان لا يستتر من بوله، وانظر إلى هؤلاء الرجال الذين لا حياء عندهم، يقفون على شاطئ البحر، فينزل الرجل عارياً ليغتسل أمام الرجال والنساء في الشط الآخر، ألا تستحيي؟! اتق الله عبد الله، فهذا كان لا يستتر من بوله، فما بالكم بمن لا يستتر في غسله؟!

اسم الکتاب : الدار الآخرة المؤلف : حسان، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست