responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف : محمد نصر الدين محمد عويضة    الجزء : 1  صفحة : 1175
فالعلماء بعلومهم، والحكماء بحكمتهم، والصالحون بوصاياهم، هم - بإذن الله - نجوم هادية لمن سار في الليالي المظلمة، ودفة محكمة لمن خاض عُباب البحار الموحشة، وغيثٌ مدرارا يأتي على الأرض الهامدة، فتهتز وتربو ثم تنبت من كل زوج بهيج " [1]، فهم بحق " سراج العباد، ومنار البلاد وقوام الأمة، وينابيع الحكمة وهم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا " [2].
ولله درُّ من قال:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ... على الهُدى بِمَن استهدى أدلاّءُ
وقَدْرُ كُلِّ امرئٍ ما كان يُحْسِنُه ... والجاهلون لأهل العلم أعداءُ
فَفُزْ بعلم تَعِشْ حيّاً به أبداً ... الناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحياءُ
إن كلمات العلماء الصادقة المطمئِنة والمشجعة على تطبيق وتنفيذ أوامر الله ونبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من التزام بأحكام الإسلام، والبذل في سبيل الله تعالى، والثبات على الحق، هي النور الذي يضيء للناس الطريق بإذن الله تعالى، وهي النبراس الذي يبيّن لهم سبيل الصواب فيسلكوه، ومواقع الخطأ والانحراف فيتجنبوه فهم ورثة الأنبياء ويقع على عاتقهم القيام بهداية الإرشاد بلسان الحال والمقال.
[*] وما أجمل قول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية رحمه الله في التعريف عن العالم الرباني لما ذكر مراتب جهاد النفس فقال:" إن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويُعلّمه؛ فمن علم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماوات " فلقد كانوا بحق مرجع للأمة في علومها وحكمها، أناروا الطريق للسالكين وعبدوه للعابرين، ليسهل على السالك الوصول إلى شريعة الله عز وجل وسنة نبيهم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

[1] مقدمة المحقق لكتاب القواعد الفقهية للعلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله.
[2] أخلاق العلماء - للإمام المحدث الفقيه أبي بكر الآجري - المتوفي 360هـ
اسم الکتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف : محمد نصر الدين محمد عويضة    الجزء : 1  صفحة : 1175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست