اسم الکتاب : إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 251
الباب التّاسع
فيمن تمنى ذلك، ومن كرهه، وفرّ منه
أولُ من طلبه وأرادَه يوسفُ، كما أخبر الله -عَزَّ وَجَلَّ- عنه في كتابه بقوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]، وقال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ} [يوسف: 101]، ثمّ داود -عليه السلام-: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص: 20]، ثمّ ولده سليمان كما قال الله -عَزَّ وَجَلَّ- أنّه قال: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، وقال -عَزَّ وَجَلَّ- عنهما: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 79]، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - أُعطي النبوةَ والحكم، وأبو بكر -رضي الله عنه- وَلِيَ بعده، ولم يمتنع، وكذلك عمر، إلا أنه في آخر أمره كرهها، وتمنّى أن يخرج منها، وأن يجد من يكفيه أمرَها، وعثمان -رضي الله عنه- دخل فيها من غير كراهة، وكذلك عليٌّ، والحسنُ تركَها لله، وعبدُ الله بنُ عمرَ -رضي الله عنه- لم يدخل في ولاية قطّ.
وفي الصّحيح: "إِنَّا لَا نُوَلِّي أَمْرَنَا هَذَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ" [1]. [1] رواه البخاري (6730)، كتاب: الأحكام، باب: ما يكره من الحرص على =
اسم الکتاب : إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 251