اسم الکتاب : الإسلام وأوضاعنا السياسية المؤلف : عبد القادر عودة الجزء : 1 صفحة : 306
ولكن الله - جَلَّ شَأْنُهُ - قد فتح على علماء مصر فتكلموا أخيرًا وانطلقوا على غير عادتهم يتجمعون ويخطبون، ويدعون إلى الإضراب والاعتصام. أفترى ذلك كان من أجل الإسلام وإقامة أحكام الله؟ لا والله، ولكنهم ثأروا لأجل المرتبات والعلاوات والدرجات المالية، والكرامة الشخصية، وأصدروا في سبيل ذلك البيانات، وعقدوا الاجتماعات، وتشدقوا بالخطب وزينوها بالأحاديث والآيات.
إنهم فعلوا هذا من أجل أنفسهم ولحفظ كراماتهم، ولم يفعلوه من أجل الإسلام كان الإسلام أهون عليهم من أنفسهم وكأن كرامته أدنى من كراماتهم، ومن المؤلم أن بعضهم أراد في هذه الاجتماعات أن يذكرهم بالإسلام، وأن يوجه هذه الغضبة للإسلام، فأسكتوه وأنكروا ما أتاه، كأن العمل للإسلام منكر في نظر علماء الإسلام.
يا علماء الإسلام اتقوا الله في أنفسكم وفي الإسلام.
يا علماء الإسلام إنكم لم تهونوا على الدول والحكام إلا بعد أن هان عليكم الإسلام.
يا علماء الإسلام ان عزتكم من عزة الإسلام، وقوتكم من قوة الإسلام، فإن شئتم أن تشعروا بالعزة والقوة فاعملوا لعزة الإسلام ولقوة الإسلام.
يا علماء الإسلام ليس من الإسلام في شيء أن تمسكوا
اسم الکتاب : الإسلام وأوضاعنا السياسية المؤلف : عبد القادر عودة الجزء : 1 صفحة : 306