responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحالف السياسي في الإسلام المؤلف : الغضبان، منير محمد    الجزء : 1  صفحة : 40
على العدو. أو بتعبير أدق عندما يكون الميزان هو أن الغاية تبرر الوسيلة بإطلاق فيعتبر الوقوف عند هذه الجزئيات خطأ سباسيا. أما عندما يكون الهدف هو انتصار الدعوة والعقيدة فالتخلي عن جزئية واحدة منها هو تخل عنها كلها. ومن حقنا هنا أن نتساءل: لماذا سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إجابة عتبة، وأجاب عمه أبا لهب.؟
في المرة الأولى كان بالإمكان التنصل من الجواب. أما في هذه المرة فلا خيار أمامه. إن عمه يريد أن يبني موقفا على هذا الجواب. فإن كان عبد المطلب في الجنة فهم على ملة عبد المطلب. وإن كان عبد المطلب في الجنة فهم يعبدون الآلهة التي عبدها. وبالتالي فليس من حق محمد صلى الله عليه أن يتعرض لها، ولا بد أن تكون الحماية مشروطة بذلك. وإذا كان ليس من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعرض لها فلا يمكن أن يعرض لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وبالتالي فإذا ذهب هذا الأصل ذهب الأصل الذي يليه وهو رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ولا مجال للسكوت كذلك. لأن هذا هو الهدف الأصلي من المباحثات التي جاء عمه من أجلها. ولقد أدت هذه الجزئية التي تبدو بسيطة في نظرنا إلى أن يتخلى أبو لهب عن حماية ابن أخيه وحماية حرية الدعوة من وراء ذلك.
ولقد رأينا صورتين متشابهتين لهذه الصورة عند المسلمين.
ـ[الصورة الأولى]ـ: لدى أبي بكر الصديق عندما أجاره ابن الدغنة. واعترض المشركون على هذا الجوار أن أبا بكر يقرأ القرآن خارج البيت بصوت مؤثر يفتن الصبيان والنساء عن عقيدتهم. فجاء ابن الدغنة إلى أبي بكر وطلب منه أن يدخل بيته ويقرأ القرآن بحيث لا يتأثر به النسوة والصبيان فيفتنهم فرفض ذلك ورد عليه جواره.

اسم الکتاب : التحالف السياسي في الإسلام المؤلف : الغضبان، منير محمد    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست