اسم الکتاب : التعريف بالمصطلح الشريف المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 1 صفحة : 268
في الجراوة والبندق: ومعه جراوة كأنها أفق أنجم، أو كنانة أسهم؛ لا يزال الطير الآمن بطوالعها ينكب، وفي مطالعها يظل دمه إذا غاب كوكب منها بدا كوكب؛ قد بعدت بالبندق مراميها فما شاء راميها اغتصب، وصال به لا بها وبالقوس مما ليس في قوة جلد ولا عصب.
في العامود وهو الدبوس: ثم ضاق به المجال، وسئم سيفه من قطع الآجال؛ فاخترط من تحت فخذه عامودا تهد به الأبنية المشيدة، وتتساقط به الفوارس كأنها خشب في عمد ممددة؛
قد كمم بالحديد، وارتج موقعه فلما قيل إنه شاش عمم به رأس الصنديد؛ يموت به قتيله ولا يتنصف، ويفزع وجيبه وما هو إلا أصلاب رجال تقصف؛ يأمن به الضارب ما يخاف بالسيف في الضراب، ويقدمه قدامه لا تحميه عنه الحميلة ولا يبعد قربه القراب؛ لا ترى بشقشقته الأبطال إلا خمودا، ولجج السيوف إلا جمودا، ورأس القتيل إذا أهوى إليه إلا كان عليه من فلق الصباح عمودا؛ لا يحصن منه خوذة ولا سربال، ولا يهاب إبراق سيوف ولا نبال؛ تتكسر الأصلاب الصلاب به تكسر الزجاج، وتفلق به بيض الخوذ مثل بيض الدجاج.
في العصا: وقد خف عليه محملها فهو لا يضعها عن عاتقه، ولا يعد سواها لإزالة عائقه؛ قد اتخذ منها آية موسوية أصبحت بها يده بيضاء، وتصرف بها كيف شاء؛ وكان يعتمد عليها إذا وقف، ويجمع عليها فريقه إذا اختلف؛ وطالما قرع بها كاهل المنازع، وكان له في قمع الأعداء بها غير هذا من المنافع: يلين قسوتهم إذا امتنعوا، ويلقف بالادراء بها ما صنعوا.
اسم الکتاب : التعريف بالمصطلح الشريف المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 1 صفحة : 268