responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 97
صنْوَان فَأَي اضْطِرَاب فِي المملكة لَا بُد أَن يرافقه اختلال فِي امور الدّين فَيظْهر وَالْحَال هَذِه المفسدون وَأَصْحَاب الْمذَاهب والمعتقدات الخبيثة وَكلما تتضعضع أُمُور الدّين يتسرب الوهن إِلَى المملكة فتقوى شَوْكَة المفسدين الَّذين يتسببون فِي إقلاق رَاحَة الْملك وَزَوَال هيبته فبظهر الْبِدْعَة ويزداد الخارجون والعابثون قُوَّة وبأسا
أَقْوَال فِي الْمَوْضُوع
يَقُول سُفْيَان الثَّوْريّ أفضل السلاطين أُولَئِكَ الَّذين يجالسون أهل الْعلم ويخالطونهم وأسوأ الْعلمَاء أُولَئِكَ الَّذين يجالسون السُّلْطَان ويعاشرونه
وَيَقُول أردشير إِن السُّلْطَان الَّذِي لَيست لَهُ الْقُدْرَة على إصْلَاح خاصته لَا يَسْتَطِيع أبدا ان يصلح الْعَامَّة والرعية وَفِي هَذَا يَقُول الْحق تَعَالَى {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين}
وَيَقُول أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لَيْسَ ثمَّة شَيْء أدعى لخراب المملكة وفنائها وهلاك الرّعية من طول الستارة بَين الْملك وَالنَّاس وَلَيْسَ ثمَّة شَيْء أجدى وأهيب فِي قُلُوب النَّاس من قصر ستارة الْملك وسهولة الْوُصُول إِلَيْهِ خَاصَّة فِي أَفْئِدَة الْوُلَاة والعمال فهم إِذا مَا علمُوا أَن لَا حجاب بَين الْملك ورعيته لَا يقدمُونَ على ظلمها وَأخذ أَمْوَال النَّاس بِغَيْر حق
وَقَالَ لُقْمَان الْحَكِيم لَا صديق أفضل للمرء فِي الدُّنْيَا من الْعلم فَهُوَ أحسن من الْكَنْز لِأَنَّك أَنْت الَّذِي تَحْمِي الْكَنْز فِي حِين أَن الْعلم هُوَ الَّذِي يحميك
وَيَقُول الْحسن الْبَصْرِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ لَيْسَ الْعَالم من يعرف الْعَرَبيَّة أَكثر أَو الأقدر على أَلْفَاظ الْعَرَب ولغتها بل هُوَ الْمُحِيط بِكُل علم باللغة الَّتِي يجيدها فَإِذا مَا عرف امْرُؤ كل أَحْكَام الشَّرِيعَة وَتَفْسِير الْقرَان بالتركية والفارسية أَو الرومية وَلَا يعرف الْعَرَبيَّة فَهُوَ عَالم وَلَو عرف الْعَرَبيَّة لَكَانَ أفضل لِأَن الله تَعَالَى نزل الْقرَان بِالْعَرَبِيَّةِ وَأَن مُحَمَّدًا الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عَرَبِيّ اللِّسَان
وَحين يشع سنا الْإِشْرَاق الإلهي على الْملك وَتَكون لَهُ مملكة دعائمها الْعلم فَإِنَّهُ

اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست