responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 89
فِي الْمَكَان الْفُلَانِيّ إِن بِجَانِب الْمَسْجِد بوابة بعْدهَا دكان حَيْثُ يجلس هُنَاكَ رجل عَجُوز فِي ملابس رثَّة مرقعة يخيط الكرابيس وَعِنْده صبيان أجيران يعاونانه فِي ذَلِك إذهب إِلَى الدّكان وَسلم على الرجل واجلس عِنْده ثمَّ قصّ عَلَيْهِ قصتك وعندما تظفر بحقك ادْع لي بِالْخَيرِ وَإِيَّاك ان تتوانى فِي تَنْفِيذ مَا قلت لَك
وَخرج الرجل من الْمَسْجِد وَهُوَ يفكر فِي نَفسه يَا للعجب لقد شفعت كل العظماء والأمراء فتولوا قضيتي وَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِي ووقفوا إِلَى جَانِبي دون جدوى والان يرشدني هَذَا الدرويش إِلَى رجل عَجُوز وَيَقُول ستصل بِهِ إِلَى حَقك إِنَّه كذب وباطل وَلَكِن مَا الْعَمَل لأذهب وَليكن مَا يكون إِن لم تكن ثمَّة فَائِدَة فَلَنْ تصير الْأُمُور إِلَى أَسْوَأ مِمَّا هِيَ عَلَيْهِ
وَمضى إِلَى بَاب الْمَسْجِد فالدكان وَدخل فَسلم على الشَّيْخ وَجلسَ عِنْده وَمَضَت مُدَّة وَالشَّيْخ منهمك فِي خياطته الَّتِي تَركهَا جانبا بعد ذَلِك وَقَالَ للرجل مَا بك فَقص عَلَيْهِ قصَّته من أَولهَا إِلَى اخرها وَأخْبرهُ بِدُخُولِهِ الْمَسْجِد وتضرعه هُنَاكَ وسؤال الدرويش لَهُ وإرشاده إِلَيْهِ
لما سمع الْخياط الْعَجُوز الْقِصَّة قَالَ ان الله عز وَجل هُوَ الَّذِي يدبر أُمُور الْعباد أما نَحن فَلَا نملك سوى الْكَلَام ساكلم خصمك فِي أَمرك وأسأل الله تَعَالَى أَن يدبر لَك أَمرك ويوصلك إِلَى حَقك أسْند ظهرك إِلَى الْحَائِط واسترح قَلِيلا ثمَّ قَالَ لأحد الصَّبِيَّيْنِ ضع الإبرة جانبا واذهب إِلَى سراي الْأَمِير فلَان واجلس فِي الْحُجْرَة الْخَاصَّة ثمَّ قل لمن يدْخل إِلَيْهَا أَو يخرج مِنْهَا أَن يخبر الْأَمِير بِأَن أجِير الْخياط فلَان هُنَا وَهُوَ يحمل إِلَيْك خَبرا فحين يطلبك وتراه سلم عَلَيْهِ وَقل لَهُ ان سَيِّدي يسلم عَلَيْك وَيَقُول جَاءَنِي رجل يتظلم مِنْك وَمَعَهُ سَنَد بمبلغ سَبْعمِائة دِينَار بإقرارك أَنْت وَقد مضى على أَجله عَام وَنصف أريدك أَن تعيد إِلَيْهِ الان مَاله كَامِلا دونما توان أَو تَقْصِير ثمَّ عد لي بجوابه حَالا
ونهض الصَّبِي وَمضى مسرعا إِلَى قصر الْأَمِير اما أَنا فقد تملكني الْعجب لِأَنَّهُ مَا من ملك يُرْسل حَتَّى إِلَى أقل عُبَيْدَة مَا حمل الْخياط الصَّبِي من كَلَام إِلَى الْأَمِير وَإِن هِيَ

اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست