responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 46
فِي ظلّ عدله وَإِذا مَا ظهر من أحد الوزراء والعمال تَقْصِير وتطاول فارتدع بعد تأديبه ونصحه ومجازاته وَسدر عَن غيه وصحا من غفوته فَلَا بَأْس فِي الْإِبْقَاء عَلَيْهِ وَألا تجب تنحيته واستبداله بآخر لَائِق
وَإِذا لم يقدر فريق من الرّعية النِّعْمَة والأمن والراحة والاستقرار حق قدرهَا فسولت لَهُم نُفُوسهم بالخيانة والتمرد وتجاوزوا حدودهم وأقدارهم فتنبغي مؤاخذتهم وتقريعهم بِقدر ذنوبهم ومجازاتهم ومعاقبتهم بِقدر جرمهم ثمَّ الْعَفو عَنْهُم وغض الطّرف عَمَّا حدث
أما فِيمَا يتَّصل بالعمران فَيجب شقّ القناوات وإيجاد الجداول الجيدة النافعة وإنشاء القناطر والجسور على الْأَنْهَار الْكَبِيرَة الْعَظِيمَة وإحياء الْقرى والمزارع وإعمارها وَإِقَامَة الأسوار وتشييد المدن الجديدة وتأسيس الْأَبْنِيَة الشامخة والمجالس البديعة وَإِقَامَة الرَّبْط على الطّرق الرئيسة وَبِنَاء الْمدَارِس لطلاب الْعلم فَبِهَذَا كُله تخلد الْأَسْمَاء إِلَى الْأَبَد وينال ثَوَاب الْآخِرَة ويتوالى دُعَاء الْخَيْر
وَبِمَا أَن الله تَعَالَى قضى أَن يكون هَذَا الْعَهْد مِثَالا لتواريخ العهود السالفة وزينة أَعمال الْمُلُوك الماضين وَأَن يهب الْخَلَائق سَعَادَة لم تكن لغَيرهم من قبل فقد أظهر سُلْطَان الْعَالم وَالْملك الْأَعْظَم من أصلين باسقين جمعا بِالْملكِ والسيادة كَابِرًا عَن كَابر إِلَى أفراسياب الْكَبِير وأنعم عَلَيْهِ بمكارم وجلائل لم تكن لأحد قبله من مُلُوك الأَرْض وأسبغ عَلَيْهِ تَعَالَى كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمُلُوك من حسن الطلعة والخلق الْحسن وَالْعدْل والرجولة والشجاعة والفروسية وَالْعلم والتمرس بأنواع السِّلَاح وَالْأَخْذ بِكُل الْفُنُون والشفقة وَالرَّحْمَة بعباد الله عز وَجل وَالْوَفَاء بالنذور والوعود والتمسك بِالدّينِ الصَّحِيح والاعتقاد السَّلِيم والتفاني فِي طَاعَة الله تَعَالَى وتأدية الْفَضَائِل من مثل قيام اللَّيْل وَالصِّيَام تقربا واحترام عُلَمَاء الدّين وإكرام الزهاد والمتقين واستمالة الْعلمَاء والحكماء وبذل الصَّدقَات فِي اسْتِمْرَار وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء والدراويش ومعاملة خدمه وعماله وَمن هم تَحت سلطته بِالْحُسْنَى وسجن الظَّالِمين من الرّعية وَلَا جرم فِي أَن الله تَعَالَى وهبه الْملك وَالسُّلْطَان جَزَاء وفَاقا لكفاءته وَحسن اعْتِقَاده وسخر لَهُ الدُّنْيَا وَبث هيبته وسلطته فِي شَتَّى الأقاليم حَتَّى يُؤَدِّي النَّاس كلهم لَهُ الْخراج ويأمنوا سطوته بتقربهم إِلَيْهِ

اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست