responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 211
ويصبحون من أعدائها والمتسقطين عيوبها فيشرعون بالمجاهرة بعيوب الْعمَّال عُمَّال الْخراج وَالْكتاب ومقربي الْملك وبثها على الْمَلأ بَعيدا عَن أسماعه ثمَّ يَأْخُذن فِي اصطناع الاراجيف واخيرا يسودون عَلَيْهِم من هُوَ أَكثر عدَّة وجيشا وثروة ويبدأون بإثارة الشغب وَيخرجُونَ على الْملك فيضرمون نَار الْفِتَن وَالِاضْطِرَاب فِي المملكة كَالَّذي فَعَلُوهُ على عهد فَخر الدولة
حسن تَدْبِير فَخر الدولة
يُقَال أَنه كَانَ فِي الرّيّ على عهد فَخر الدولة وَقد كَانَ الصاحب بن عباد وزيرا لَهُ مَجُوسِيّ ثري مقتدر يدعى بزرجوميد بنى مَقْبرَة لنَفسِهِ على جبل طبرك تطل على قبَّة فَخر الدولة مَا زَالَت قَائِمَة إِلَى الْيَوْم وتعرف باسم ديده سباهسالاران مطل القادة وَلَقَد عانى بزرجوميد متاعب شَتَّى وَأنْفق أَمْوَالًا طائلة فِي إِقَامَته تِلْكَ الْمقْبرَة من طبقتين على قمة ذَلِك الْجَبَل كَانَ فِي الرّيّ محتسب اسْمه باخراسان يُقَال إِنَّه صعد غلى الْمقْبرَة بحيلة من الْحِيَل فِي الْيَوْم الَّذِي انتهي فِيهِ من الْعَمَل فِيهَا وَأذن للصَّلَاة من عَلَيْهَا فانتهك قدسيتها على مَذْهَبهم وأبطل حرمتهَا فَأَصْبَحت تعرف مُنْذُ ذَلِك الْحِين بمطل القادة
وَفِي أخريات عهد فَخر الدولة نقل إِلَيْهِ رجال بريده يَوْمًا وَقد كَانَ صَاحب بريد ان ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ شخصا يخرجُون باكرا كل يَوْم من الْمَدِينَة إِلَى مطل القادة ويظلون هُنَاكَ إِلَى أَن يلفع الإصفرار الشَّمْس حِينَئِذٍ يهبطون وينتشرون فِي الْمَدِينَة وَإِذا مَا سَأَلَهُمْ أحد لم تذهبون إِلَى المطل يوميا يَقُولُونَ للتنزه وَأمر فَخر الدولة بعض رِجَاله أَن امضوا إِلَى هُنَاكَ وإلي بأولئك النَّاس ثمَّ هاتوا كل مَا تجدونه مَعَهم فَمضى عدد من رجال الْقصر وصعدوا الْجَبَل إِلَيْهِم لكِنهمْ حِين لم يستطيعوا الْوُصُول إِلَى المطل صرخوا بِأَعْلَى أَصْوَاتهم من أَسْفَله ليسمعوا الْمَوْجُودين فِيهِ فَلَمَّا أطل أُولَئِكَ الرِّجَال وَرَأَوا حَاجِب فَخر الدولة مَعَ فريق من حَاشِيَته أنزلوا لَهُم سلما يصعدون بِهِ إِلَيْهِم فَلَمَّا صعد رجال فَخر الدولة إِلَيْهِم رَأَوْا عِنْدهم شطرنجا ممدودا ونردا ودواة وقلما وقرطاسا كاغذا وسفرة وابريقي مَاء وجرة وحصيرا مَبْسُوطا فَقَالَ الْحَاجِب أنهضوا فَإِن فَخر الدولة يستدعيكم وَمضى بهم إِلَيْهِ

اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست