responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 165
الْفَصْل الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ
فِي عتاب المقربين وَذَوي المقامات الرفيعة حِين ارْتِكَاب الأخطاء والذنُوب
على من ينشدون العظمة الْوُصُول إِلَى المقامات الْعَالِيَة الرفيعة أَن يتحملوا الصعاب ويتجملوا بِالصبرِ فِي أزمانهم فَإِذا مَا بَدَت من هَؤُلَاءِ هَنَات وأخطاء وعوتبوا جهارا فَإِن مَاء وُجُوههم يراق وَلَا يرد لَهُم اعتبارهم وحرمتهم إِلَّا بِقدر كَبِير من الاحسان والمكافئة وَالتَّقْدِير إِنَّه لمن الأولى إِذا مَا ارْتكب أحدهم خطأ أَن يغض الطّرف عَنهُ فِي حِينه ثمَّ يستدعى سرا وَيُقَال لَهُ لقد فعلت كَذَا وكذ لكننا رَغْبَة منا فِي عدم الاطاحة بِمن قربناهم واوصلناهم إِلَى هَذِه الْمنزلَة قد تجاوزنا عَن ذَلِك عَلَيْهِ أَن يتَجَنَّب الْوُقُوع فِي الْخَطَأ وَألا يَجْرُؤ على ارْتِكَاب شَيْء من هَذَا الْقَبِيل فِيمَا بعد لكنه إِذا مَا أعَاد الكرة فسيخرج من كنفنا وخدمتنا وحشمنا فَيكون حِينَئِذٍ هُوَ الَّذِي اخْتَار هَذَا لَا نَحن
سُئِلَ أَمِير الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنهُ أَي الرِّجَال أَشْجَع فَأجَاب من يَتَمَالَك نَفسه عِنْد الْغَضَب وَلَا ياتي بِعَمَل ينْدَم على فعله بعد أَن يسكن غَضَبه فلات سَاعَة مندم
ان كَمَال عقل الْمَرْء فِي أَلا يغْضب فَأن غضب يجب أَن تكون الْغَلَبَة لعقله على غَضَبه وَلَيْسَ الْعَكْس إِن من يستولي هوى نَفسه على على عقله فَإِن غَضَبه حِين يثور يطغى على عقله فيتصرف تصرف المجانين فِي أَقْوَاله وأفعاله لَكِن من يكبح عقله جماح نَفسه إبان عضبها فَإِن عقله يَسْتَطِيع طرد أهواء نَفسه وميولها والانتصار عَلَيْهَا فَتلقى أَقْوَاله وأعماله قبولا لَدَى الْعُقَلَاء وَلَا يدْرِي النَّاس أغاضب هُوَ أم لَا

اسم الکتاب : سياست نامه = سير الملوك المؤلف : نظام الملك    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست