responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 230
6 - الحكم الإسلامي مدني لا عسكري:
لقد جسد الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم مدى مدنية الحكم في الإسلام , وأن العسكر ما هم إلا موضع خدمة للشعب والأمة والسلطة الشرعية وليس من الصحيح أن قائد الجيش بقوته وسلطانه يمكن أن يكون رئيساً للدولة عبر قوة السلاح [1] وفي قصة عزل عمر بن الخطاب للقائد العسكري للمسلمين خلد بن الوليد , ما يدل على ماذهبت إليه وقد ذكرت في كتابي عن عمر الخطاب رضي الله عنه اسباب عزل خالد وملخصها.
أ- حماية التوحيد:
ففي قول عمر رضي الله عنه: ولكن الناس فتنوا به , فخفت أن يوكلوا إليه ويبتلوا به, يظهر خشية عمر من فتنة الناس بخالد وظنهم أن النصر يسير في ركابه, فيضعف اليقين بأن النصر من عند الله سواء كان خالد على رأس الجيوش أم لا وهذا الوازع يتفق مع حرص عمر على صبغ إدارته للدولة العقائدية الخالصة وبخاصة وهي تحارب أعدائها حرباً ضروساً متطاولة باسم العقيدة وقوتها, وقد يقود الافتتان بقائد كبير مثل خالد نفسه إلى الافتتان بالرعية وأن يرى نفسه يوما في مركز قوة لا يرتقي إليها أحد, وبخاصة أنه عبقري حرب ومنفق أموال, فيجر عليه وعلى الدولة أمر خُسْر, وهو إن كان احتمالاً بعيداً في ظل ارتباط الناس بخليفتهم عمر وإعجابهم به, وفي ظل انضباط خالد العسكري وتقواه, فقد يحدث يوماً ما بعد عمر, ومع قائد كخالد, مما يستدعي التأصيل لها من الخوف من قائد صغير لم يُبْلِ أحسن البلاء ولم تتساير بذكره الأنباء [2].
وقد أشار شاعر النيل حافظ إبراهيم إلى تخوف عمر فقال في عمريته في الديوان:
وقيل خالفت يا فاروق صاحبنا ... فيه وقد كان أعطى القوس باريها
فقال خفت افتتان المسلمين به ... وفتنة النفس أعيت من يداويها

[1] - الشورى د. الصلاحات ص 378.
[2] - عبقرية عمر للعقاد ص 158.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست