responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 227
[3] - وعي سياسي للفرد والرعية والحاكم لأهمية الشورى:
فالشورى لا تنمو في مجتمع أو شعب أو أمة لا تعي معنى وقيمة الشورى, أو لا ينظر بعين الاعتبار والاهتمام للوضع السياسي, أو مصاب بداء عدم الاكتراث السياسي فالأصل أن يكون الناس أو الرعية على درجة عالية من الوعي والإدراك لأهمية الشورى في تسيير حياتهم وخطورة الاستبداد أو الحكم المطلق كما يسميه الشيخ محمد الغزالي [1] , في إيقاف تطورهم ونموهم, ولن تنمو الشورى أو تتطور في ظل جهل الناس بها , أو بقيمها العليا [2] , وكما يقول الكواكبي: الأمة التي لا يشعر كلها, أو أكثرها, بالآم الاستبداد ولا تستحق الحرية [3].

4 - تفعيل المجتمع المدني والمؤسسات الشعبية:
وجعل المال والتنمية والحركة الاقتصادية حرة, لأن في هيمنة المؤسسة السياسية الرسمية عليها هيمنة على الجو الشوري أو الديمقراطي داخل الدولة, فإذا تحقق وجود مجتمع مدني قوي, فالنظام الشوري يفترض وجود مجتمع مدني له بنية قوية, يرتبط بمجتمع سياسي متكامل, كلاهما مستقل بقدر الإمكان عن الدولة, باعتبارها السلطة التي تعمل باسم الأمة, فالأنظمة الدكتاتورية تعتاش على معولين أساسين في استعباد الناس.
أ- القوة: وهي بذاتها ليست مذمومة, إذ لابد من استعمال القوة للمحافظة على القانون, وطرد الأشرار, ولأن الحكم أو الولاية كما يقول ابن تيمية لها ركنان: القوة والأمانة القوة في كل ولاية بحسبها, فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب, وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها فإن الحرب خدعة والقوة في الحكم بين الناس, ترجع إلى العدل الذي دل عليه الكتاب والسنة, وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام والأمانة ترجع إلى خشية الله, والا يشترى بآياته ثمناً قليلاً , وترك خشية الناس [4].

[1] - الإسلام والاستبداد السياسي ص 34.
[2] - الشورى المصدر السابق ص 364.
[3] - طبائع الاستبداد ومصارع الاستبداد ص 140.
[4] - السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ص 14.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست