responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 181
فالإجراءات والقوانين والوسائل التنظيمية, هي بمثابة الملابس ضرورية ولا غنى عنها ولكنها تفصل بحسب الأجسام وتفاوتها في الأحجام والزمان وبحسب أحوال الطقس من برد وحر واعتدال وبحسب حالة الجسم من صحة واعتلال, وبحسب طبيعة الأعمال والممارسات المختلفة ولتوضيح المسألة أكثر, أصنع أمام القارى الكريم نموذجاً واحداً للوظائف والتكاليف الشرعية التي أخذت مايلزم من التنظيم والتقنين والمأسسة وهو العلم والتعليم للمقارنة مع الشورى ومآلها, ففي العلم والتعليم - كما في الشورى - وردت آيات وأحاديث تحث وترغب وتأمر وتشجع, ثم في الأمرين معاً نجد ممارسة تطبيقية, تتسم بكامل الجدية والفاعلية أيضاً تتسم - من حيث تنظيمها - بالبساطة والعفوية والمرونة, ولم يختلف الأمر كثيراً على عهد الخلفاء الراشدين بعد ذلك دخلت المسألة العلمية والتعليمية في مسار متواصل من التنظيم والضبط والمأسسة والتوسيع والتفريع, حتى انتهى الأمر سريعاً إلى المدارس والجامعات النظامية ذات البنيات الإدارية, والبنايات العمرانية والموارد المالية, فضلاً عن نظمها التعليمية بموادها وبرامجها ومستوياتها وأساليبها وأصبحناً أمام مدارس وجامعات, أهلية لاتعد ولا تحصى ورسمية حكومية لاتعد ولاتحصى وكل هذه النظم والمؤسسات والمناهج والتخصصات والشواهد والإجازات والموارد والميزانيات, لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أمر بها، ومع ذلك بادر إليها المسلمون وتنافس فيها العلماء والأمراء والأغنياء والفقراء ولو لا ذلك لبقيت الحركة العلمية ضئيلة وبدائية ولما أمكنها الاستجابة للمتطلبات والتحديات الجديدة للمجتمعات الإسلامية, وللدعوة الإسلامية, وللدولة الإسلامية, ولبقيت هي نفسها عرضة للتلاشي والإندثار [1].

[1] - الشورى في معركة البناء ص 140.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست